إعجاز السنة النبوية في السواك
و قد أوردت مجلة المجلة الألمانية الشرقية في عددها الرابع ( 1961) (4) مقالاً للعالم رودات ـ مدير معهد الجراثيم في جامعة روستوك ـ يقول فيه : قرأت عن السِّواك الذي يستعمله العرب كفرشاة للأسنان في كتاب لرحّالة زار بلادهم ، و قد عرض للأمر بشكل ساخر ، اتخذه دليلاً على تأخر هؤلاء القوم الذين ينظفون أسنانهم بقطعة من الخشب في القرن العشرين . و فكرت ! لماذا لا يكون وراء هذه القطعة الخشبية حقيقة علمية ؟ و جاءت الفرصة سانحة عندما أحضر زميل لي من العاملين في حقل الجراثيم في السودان عدداً من تلك الأعواد الخشبية . و فوراً بدأت أبحاثي عليها ، فسحقتها و بللتها ، ووضعت المسحوق المبلل على مزارع الجراثيم ، فظهرت على المزارع آثار كتلك التي يقوم بها البنسلين .... و إذا كان الناس قد استعملوا فرشاة الأسنان من مائتي عام فلقد استخدم المسلمون السواك منذ أكثر من 14 قرناً و لعل إلقاء نظرة على التركيب الكيمائي لمسواك الأراك يجعلنا ندرك أسباب الاختيار النبوي الكريم ، و الذي هو في أصله ،وحي يوحى : و تؤكد الأبحاث المخبرية الحديثة أن المسواك المخضر من عود الأراك يحتوي على العفص بنسبة كبيرة و هي مادة مضادة للعفونة ، مطهرة قابضة تعمل على قطع نزيف اللثة و تقويتها ، كما تؤكد وجود مادة خردلية هي السنجرين Sinnigrin ذات رائحة حادة و طعم حراق تساعد على الفتك بالجراثيم . و أكد الفحص المجهري لمقاطع المسواك وجود بلورات السيليكا و حماضات الكلس و التي تفيد في تنظيف الأسنان كمادة تزلق الأوساخ و القلح عن الأسنان .و أكد د. طارق الخوري وجود الكلورايد مع السيليكا و هي مواد تزيد بياض الأسنان ، و على وجود مادة صمغية تغطي الميناء و تحمي الأسنان من التسوس ، إن وجود الفيتامين ج و ثري ميتيل أمين يعمل على التئام جروح اللثة و على نموها السليم ، كما تبين وجود مادة كبريتية تمنع التسوس. الاستياك و نظافة الفم و أثرها على الصحة العامة إن الفم بحكم موقعة كمدخل للطعام و الشراب و اتصاله بالعالم الخارجي يصبح مضيفه لكثير من الجراثيم و التي نسميها الزمرة الجرثومية و منها : المكورات العنقودية و العقدية و الرئوية و العصيات اللبنية و العصيات الخناقة الكاذبة ن و الملتويات الفوهية و غيرها . هذه الجراثيم تكون بحالة عاطلة عند الشخص السليم و متعايشة معه ، لكنها تنقلب ممرضة مؤذيه إذا بقيت ضمن الفم و بين الأسنان ، فهناك فضلات الطعام والشراب . و معنى ذلك أن هذه الجراثيم تعمل على تفسخها و تخمرها ، و تنشئ منها روائح كريهة و هذه المواد تؤذي الأسنان ، كذلك تحدث فيها النخور أو تتراكم الأملاح حول الأسنان محدثة فيها القلح أو التهاب اللثة و تقيحها . كما يمكن لهذه الجراثيم أن تنتقل بعيدا ً في أرجاء البدن محدثة ً التهابات مختلفة كالتهاب المعدة أو الجيوب أو القصبات ، و قد تحدث خراجات في مناطق مختلفة من الجسم ، و قد تؤدي إلى انسمام الدم أو تجرثمة و ما ينجم عن ذلك من أمراض حمنية عامة و أهم ما يجب العناية به الفم و الأسنان . فللأسنان وظائفها الهامة و لأمراضها أثر كبير على الصحة العامة هنا يأتي دور السواك ، الذي له أهميتة القصوى في تخفيف البلاء الناجم عنها ، فالعاب الراكد يحتوي على أملاح بصورة مركزة فإذا وجد سطحا ً بعيدا ً عن حركات التنظيف الطبيعية كحركة اللسان أو اصطناعية كالسواك فإن هذه الأملاح تترسب و خاصة في الشق اللثوي شيئا ً فشيئا ً مكونة ً ما يسمى باللويحات السنية و عندئذ ٍ تفعل الجراثيم فعلها حيث تتفاعل مع بقايا الطعام و خاصة ً السكرية الموجودة في الفم مكونة ً أحماضا ً عضوية تقوم بإذابة الميناء ثم العاج و يتسع النخر مع استمرار إهمال نظافة الفم .