العسل بين الشفاء والغذاء
العسل شفاء
وهو أعلى مراتب الشفاء لقوله تعالى : ( فيه شفاء للناس ) [ النحل 16/ 69[ وكان النبي (صلى لله علية وسلم ) يصف العسل للشفاء من كل داء. فإن العسل غذاء مع الأغذية ودواء مع الأدوية , وشراب مع الاشربة وحلو مع الحلوى, وطلاء مع الاطلية , ومفرح مع المفرحات, فما خلق لنا شيء في معناه أفضل منه ,ولا مثله, ولا قريب منه, ولم يكن معول القدماء إلا عليه . وكان يستخدمه النبي (أفضل الصلاة والسلام ): على الريق ورد في كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشرب العسل مخفف بالماء على الريق ) وشرب العسل على الريق يعني دخوله إلى الجسم بعد فترة كافية من الجوع أثناء الليل فيكون الجسم في حاجة إلى السكر فإذا شرب العسل يكون ما فيه من سكر هو أول ما تتلقاه من خلايا الجسم في يومها الجديد فتتلقاه وتستفيد منه أتم فائدة . وأما التخفيف بالماء فمن أهم فوائده المساعدة على امتصاص مواد العسل امتصاصا كاملا من القناة الهضمية في وقت قصير وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه ( من لعق العسل ثلاث غدوات كل شهر لم يصبه عظيم من البلاء ) . فالعسل هو الشفاء كله ويقينه بكتاب الله عز وجل الذي يقول فيه ربنا : ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) ويقول عن النحل : ( يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون ) [ النحل 16/69 ] . وعن عائشة رضي الله عنها قالت : " كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الحلواء والعسل " . وصف الله سبحانه وتعال العسل في القرآن الكريم بصفة عظيمة وجلا بهذه الصفة سر العظمة في هذا السائل المعجز , وقد تقبل المسلمون بصدق ويقين لإيمانهم بأن القرآن الكريم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فعالجوا مرضاهم بالعسل , وقيض لهم الشفاء , فالعسل لا يمكن أن يطرأ عليه أي تغير أو فساد إذا ما حفظ بطريقه صحيحة , ولقد كان المصريون القدماء أول من عرف قدرة العسل على قتل ا لجراثيم , لذلك استخدموه في التحنيط وحفظ الجثث من التعفن . ويقول فريق من العلماء " أن العسل له خاصية غريبة وقوة واضحة في إمتصاص الرطوبة من أي شيء يتصل له فعندما توضع البكتريا في العسل , يمتص العسل منها الرطوبة اللازمة لحياتها فتموت , ويلاحظ أن العسل يفقد هذه الخاصية إذا أسيئ حفظه وتخزينه " . وللعسل فوائد كثيرة عرفها الإنسان منذ القدم حيث كان طعامه المفضل لدى كل الناس وفي كل العصور وهو مادة غذائية عالية القيمة يستخدم غذاء للأطفال والكبار على السواء فهو لا يمكث في المعدة طويلا اذ أنه سريع الهضم كما يمتص بسرعة داخل الجهاز اللمفاوي ليصل إلى الدم . ويقوم العسل تعوبض السكريات المستهلكة بسبب المجهود الجسماني أو الذهني الذي يبذله الشخص . ولقد ظهرت دراسة مؤخرا أن تناول العسل يقلل خطر الاصابة أمراض القلب عل الرغم من محتواه العالي من السكريات , وأوضح الباحثون أن عسل النحل يتكون من سكريات رئيسية هي السكروز والجلكوز والفركتوز المعروفة بتأثيراتها السلبية على القلب وعوامل الخطر المسببة لمرضه مع ذلك ثبت فعالية العسل في حماية العضلة القلبية ووقايتها من التلف والاضطرابات . وأشار الخبراء إلى أن الغذاء الغني بسكر المائدة السكروز أو سكر الفاكهة فركتوز يزيد مخاطر البدانة ومقاومة الانسولين وإرتفاع ضغط الدم كما يقلل مستويات الكولسترول الجيد ويزيد مستويات الشحوم الثلاثية في الدم أما العسل فهو خليط غذائي معقد يحتوي إلى جانب السكريات إلى عدد كبير من الانزيمات المفيدة والاحماض الامينية والصبغات الطبيعية وحبوب اللقاح والشمع وكميات ضئيلة من العناصر الغذائية الموجودة في النحل والنباتات وهو مايكسبه خصائصه العلاجية والصحية . والعسل غذاء مثالي لزيادة القوة والطاقة عند ممارسة الالعاب الرياضية والاستحمام لذلك ينصح بتناول العسل للرياضيين لفوائده العديدة . والعسل من أفضل أنواع التحلية للاطفال وهو فضلا عن حلاوته يحتوي على كمية قليلة من البروتين كما يحتوي على أنواع كثيرة من المعادن وهو فب نفس الوقت مطهر للامعاء وملين وملطف ويلعب العسل دورا أساسيا في نمو الاسنان وحمايتها . وللأسنان بيضاء وللثة صحية ورائحة منعشة وتنظيف الاسنان مساءا وصباحا بالعسل . ويلعب دورا مهما في الوقاية من كثير من الامراض المختلفة وأخيرا أكتشفت مادة (البروستاجلاندين) في العسل وهي مادة مهمة تلعب دورا حيويا في الوقاية كثير من الأمراض ونقصها قد يؤدي إلى ظهور الامراض المختلفة. ولا ننسى قوله تعالى في سورة النحل : ( ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لأيه لقوم يتفكرون ) [النحل 16/69] . وقال تعالى : ( وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون ) [النحل 16/68] . قال ابن العربي ومن عجيب ماخلق الله في النحل أن ألهمها لاتخاذ بيوتها مسدسة فبذلك اتصالت حتى صارت كالقطعة ذلك أن الاشكال من المثلث إلى المعشر اذا جمع كل منها إلى أمثاله لم يتصل وجاءت بينها فرجا إلا الشكل المسدس فإنه اذا جمع إلى مثله اتصل كأنة قطعة واحدة . وقال تعالى : ( ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لأيه لقوم يتفكرون ) [ النحل 16/69] . واختلف العلماء في قوله تعالى : ( فيه شفاء للناس ) هل هو على عمومه أم لا فقالت طائفة هو على العموم ولكل إنسان , روي عن ابن عمر أنه ما اشتكى من القرحة أو شيء إلا جعل عله عسلا حتى الدمل , وقالت طائفة أن ذلك على الخصوص . " قال رسول الله صلى الله علية وسلم الشفاء في ثلاث: شربة عسل , شرطة محجم , وكي بالنار وأنهى أمتي عن الكي " [ البخاري ] . لقد عثر على جثة طفل مغمورة في إناء مملوء بعسل النحل وذلك في هرم من اهرامات الفراعنة في مصر . وذلك إن دل على شيء فأنما يدل على ماقي العسل من عجانب جعلت جثة هذا الطفل خلال 4500 سنة لا تتعفن ولاتعطب وذلك بقدرة الله الذي أودع في العسل شفاء من كل داء , كيف لا وقد ثبت علميا أن البكتيريا لا تعيش في العسل لإحتوائه على (مادة البوتاس) وهي التي تمنع عن البكتيريا الرطوبة التي هي مادة حياتها . وإن لم نسمع أو يصلنا خبر المصداقية العلمية لما في العسل فوائد فنحن على يقين مطلق في قول الله تعالى حق لأنه الخالق للعسل والنحل والخالق لكل شيء قال تعالى : ( آلا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) [ الملك 14/67] .
العسل غذاء
غني عن البيان أن نقول عن العسل أنه غذاء ممتاز ويعد في مقدمة الاغذية الكاملة التي اعتمد الكانسان في غذائه منذ أقدم العصور , وأشاد مميزاته . ويعتبر العسل من أهم موارد الطاقة للجسم وهو غذاء صحي طبيعي لا غنى عنه لقوام الصحة و العافية . إن العسل أهم طعام لتنمية الأطفال يزيد في حيوية الشباب ويعيد النشاط للضعفاء والمنهكين أو المجهدين فيزيائيا و فكريا ,كما اتضحت فائدته للناقهين من الأمراض الشديدة والمنهكة . وترجع أهمية العسل العضوية باحتوائه على كمية كبيرة من السكاكر التي تلعب دورا هاما في الاستقلاب الأساسي . وقد أثبتت الخواص المقوية للعسل وتأثيره العام على عضوية المريض و كما اعتدلت الحموضة المعدية ونقصت نسبة التنبيه في الجهاز العصبي مما جعل المرضى يشعرون بالراحة والنشاط بشكل العام . والعسل غذاء ودواء.. مقولة قديمة أثبتت الأيام والدراسات صحتها.. المعروف أن العسل غني بالسعرات الحرارية ويحتوي علي مواد بسيطة سهلة الهضم والامتصاص, كما انه مفيد من الناحية العلاجية بعد أن أثبتت الأبحاث أنه مضاد لفقر الدم وللجراثيم والإمساك.. كما انه فاتح للشهية ويساعد علي الهضم ومهدئ للأعصاب وملطف لالتهابات الحلق.. بالإضافة إلي تميزه بخاصة مهمة وهي انه مضاد فعال للأكسدة.. فقد نشر فريق من الباحثين الأمريكيين بجامعة واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية دراسة أكدوا فيها أن هذه الخاصية بالذات تعود بالفائدة الكبيرة علي الإنسان.. وقد توصلوا إلي هذه النتيجة من خلال الدراسة التي أجروها والتي شملت خمسة وعشرين شخصا يتمتعون جميعهم بالصحة الجيدة فقاموا بتزويدهم بأربعة ملاعق عسل يوميا لمدة شهر.. وفي نهاية المدة خضعوا لفحوصات طبية أثبتت أن مستويات مركبات الفينول المضاد للأكسدة قد ارتفعت بشكل ملحوظ لديهم.. لذلك تأكدوا من أهمية تناول العسل بصفة يومية منتظمة, لأنه يزود الجسم بكمية كبيرة من مضادات الأكسدة المفيدة في محاربة أعراض أمراض كثيرة أهمها الشيخوخة المبكرة.. ويفضل أن يكون العسل من النوع الأسود لأنه أكثر ثراء بمضادات الأكسدة من العسل الأبيض .