إن للاسره دور في تربية الطفل وتنشأ ته عبر مراحل حياته المختلفة حتى يصبح قادر على تحمل المسؤولية فعلا الأب والأم أن يتفهما متطلبات ادوارهما فليس سهلا أن تكون شخصا مسؤول عن أبناءك .
عندما يخطيء الأب أو ألام فان الطفل هو الذي يدفع الثمن , وعندما يدمن ولي الأمر على الكحول أو المخدرات وما يترتب عليه من أنماط سلوكية (منحرفة) تتمثل في المراوغة وعدم الامانه , تهز ثقة الطفل في ولي أمره , المدمن وتؤدي إلى الارتباك وعدم المبالاة والاكتئاب لدى الطفل وبا لتالي فقد تدفع مثل هذه المشاعر الطفل إلى تجربة المخدرات لتهدئة المشاعر ألقلقه (ألمتعبه) المرتبطة بإدمان الأب . وهناك بعض الاسئله التي يجب أن يسألها ولي الأمر لنفسه.
هل ساهمت عادتك السيئة في مشكلة إدمان طفلك للمخدرات ؟
هل ساهمت مشكله طفلك للإدمان في حالة الارتباك واليأس التي تعاني منها حاليا ؟ من غير شك فانه في غاية الصعوبة أن يتقبل إنسان أن طفله هو شخص مدمن , ولكن تبقى الحقيقة إن أول خطوه على طريق الشفاء سواء للطفل أو لك أو لعائلتك تبدأ عندما تقرر أن تواجه الحقيقة , وبعدها تبدأ مرحلة تعلم كيفية مساعدة طفلك بطريقه فعاله.
كيف تساعد طفلك :-
قد يقع الإباء في فخ نمط من الأنماط السلوك وهو التمكين , الذي يعمل ضد شفاء الطفل.
فأولياء الأمور يمكنون أبناءهم من الإدمان عندما يستمرون في إنقاذهم من التبعات السلبية والضارة لاستخدام المخدرات وذلك بتقديم الأعذار لإدارة ألمدرسه لغياب أبناءهم عن ألمدرسه , أو سلوكهم غير المقبول دون أن يعرفوا أين كان أبناءهم .أو ماذا حدث بالفعل والذي يتظاهرون عندما يسرق الأطفال الأشياء الثمينة ليدفعوا ثمن المخدرات فان هذه المسروقات هي أشياء وضعت في أماكن غير معتادة أو لذلك لا يجدونها . وهم يمدون أبناءهم بمبالغ يصرفونها على شراء المخدرات .
فأولياء الأمور بهذه الطريقة يمنعون أبناءهم من مواجهة عواقب تصرفاتهم, وهذا يقلل من ثقة البنت أو الابن بنفسه ويبررون هذه المواقف بان الطفل لا يستطيع أن يمسك بزمام أموره وبذلك يحرمونه من فرصه حقيقية لتنمية قدراته على حل ألمشكله . وعادة ما تكون النتيجة أن تتفاقم المشاكل الناتجة عن تصرفات الابن لدرجه لا يمكن معها إنقاذه , ويكون الثمن الذي سوف يدفعه أغلى وأقسى عما كان عليه في بداية الأمر .والحقيقة انك عندما لا تمكن طفلك فانك تزيد من ثقته في قدرته على التكيف مع الحياة بكفأءه .
على الآباء الذين يريدون مساعدة أبناءهم على الشفاء من الإدمان أن يثقوا بأنفسهم وان يؤمنوا بشفاء أبناءهم في أخر الأمر . يجب أن يكون أولا لديك إيمان عميق بان مجهوداتك هي حجر الأساس لدروب الحياة التي سيسلكها ابنك لعدة سنوات قادمة .
مواجهة الحقائق :
رحلة الشفاء تبدأ بالاعتراف بوجود مشكلة إدمان . قد تجد كولي أمر صعوبة في وضع يدك على لب المشكلة التي يعاني منها صغيرك المراهق , لأنه ينكر وجود مشكلة إدمان فبعض الصغار تماما كالكبار يجيدون إخفاء إدمانهم , ومن ناحية أخرى قد لا يدرك طفلك بأنه يعاني من مشكلة إدمان .
لا تنسى صعوبة المرور بمرحلة المراهقة فبلوغ مرحلة الرشد عمليه تنطوي على كثير من الضغوطات تحت أحسن الظروف وتصبح ألعمليه أكثر صعوبة عندما يكون هناك مشكله في العائلة وفي كثير من الحالات يكون إدمان المراهق رد فعل لمصاعب وجدانيه يواجهها أثناء مسيرة تطوره في الأمور التالية :-
أولا :
قبول دورنا البيولوجي كذكور وإناث , أو كرجال أو سيدات , وقد يكون استخدام المخدرات كجزء مكمل لدور الشباب .
ثانيا :
تعلم كيفية التعامل مع الجنس الآخر بطريقه مريحة فعادة ما يستخدم الشباب المخدرات لمواجهة الحرج والشعور بالضعف أمام الجنس الآخر .
ثالثا :
الصراع من اجل الحصول على الاستقلالية فهذه المهمة التي تعني المساواة بأبويه واكتساب مميزات الراشد السليم الناجح تعد من المراحل الصعبة التي يواجهها الشباب .
رابعا :
عندما يقترب المراهق من سن العشرين فعليه أن يختار لنفسه وظيفة ويصاحب هذه المرحلة الحاجة الملحة للنجاح والرغبة في كسر التبعية للاسره والانتقال ضغط كبير يؤدي إلى الاعتماد على المخدرات بشكل كبير ولكن ما لفرق وما يتحكم على الأهل مواجهته هو إن عملية النمو ليصبح الفرد بالغ الرشد عمليه شاقه في عمومها وان بعض الشباب يستسلم للإدمان في محاولة التغلب على صعابها .
وهناك ثلاث مراحل تمر بها كل الاسره بها خلل :-
المرحلة الأولى :-
في البداية يكون إنكار شامل من الأب من إن ابنه يتعاطى المخدرات وان كل شيء على ما يرام وانه لا شيء يستدعي القلق فهو يختلق الأعذار لتبرير انحرافات طفله السلوكية ولكن بمرور الوقت لا تستطيع العين مهما أعمتها الابويه إلا أن تدرك إن الطفل يواجه مشكله وفي هذه اللحظة فان ولي الأمر يحاول حل مشكله الإدمان بحماية الاسره والعضو المدمن من أي تدخل أو سخريه خارجية.
قد تداري على المدمن بإيجاد أعذار لإدارة المدرسة لتبرير غيابه من المدرسة أو بالكذب على أقاربك وأصدقائك فيما يختص بحقيقة ما يحدث ولسوء الحظ فان هذه التكتيكات تساعد على استمرار المدمن في تصرفاته دون رقابه أو تصحيح لسلوكه وبذلك فأنت تدعم بدلا من أن تستأصل أعراض الإدمان, فالتمكين يحرم المدمن من خبرة الألم والتمزق التي تكون بمثابة اشاره بان هناك شيئا مختلفا في حياته. والتمكين أيضا يحرم الاسره من مواجهة مشاكلها ككل .
المرحلة الثانبه :-
مرحلة التكيف مع الإدمان
قد لا تنجح الجهود التي يبذلها الأهل للتغلب على المشكلة وبذلك يتولد درجه من الإحباط والشعور بالفشل لدى الاسره . وهناك اسر تحاول تكثيف جهودها للمساعدة بشكل اكبر خلال هذه المرحلة وعندما لا تثمر جهودهم فان الإحباط يزيد أكثر لاعتقادهم بان السبب وراء استمرار ألمشكله يرجع إلى عدم بذلهم كأولياء أمور الجهد الكافي للخروج من المشكلة , فيبذلون جهد اكبر بان يتولوا المسوؤليه عن المدمن فيقومون بوجباته المنزلية بدلا منه , أو يدفعون ثمن الكتب المدرسية التي أضاعها أو السيارات التي أتلفها .
المرحلة المزمنة :-
(الغوص في الفوضى)
في هذه المرحلة تكون الاسره قد سلكت كل الطرق التي تعرفها لمساعدة طفلها المدمن وفشلت كلها , لأنه في حقيقة الأمر يمكن اعتبار محاولات الاسره طرق تمكين ويكون التعبير الخارجي عن هذا الفشل في شكل شعور بالذنب واليأس والفوضى , وتفقد الاسره الأمل في قدرتها على حل ألمشكله وتسعى للحل الوحيد وهو المساعدة الخارجية . ورغم هذا الاستعراض لكل ما سبق فان فرصة الشفاء للعائلة والابن المدمن قائمه فقي كل مرحله فانه بامكان الأهل أن يتحدون ويغيرون أنماط السلوك القديمة ألمدمره , كما يستطيع المراهق المدمن أن يتعلم كيف يتحدى ويغير أنماط سلوكه بطريقه بناءه وصحيحة .